ناصر زارع

الملخّص: تعدّ ظاهرة "النور" من الظواهر الهامة الّتی قد شغلت الفکر البشری دائماً وتتجلّى صورها فی الأدب على نحو لافت للنظر ولها أبعاد رمزیّة متعدّدة فی الأدب العربی تغلب علیها الصبغة الإیجابیّة فی کثیر من الأحیان لعرض الحقیقة والتعبیر عن الخیر. تتواجد هذه الظاهرة بصورة مکثفة فی شعر عبدالوهّاب البیاتی (1999- 1926م) الّذی صور کلمة "النور" وما یرادفها مثل السناء والضیاء کثیراً جداً فی قصائده کبُنیة تحمل الدلالات والرؤى الجدیدة الّتی یخلق البیاتی من خلالها الصور الشعریّة حتّى یمکن تلامس جوهر التعبیر عن جمالیة المعنى الکامن فی مفردة "النور" ورمزیتها الترکیبیة للتعرّف على المضامین والرؤیة الفکریّة لهذه المفردة فی قصائده. فمن هذا المنطلق وقع اختیار الباحثین على دیوان البیاتی بهدف إماطة اللثام عن صور "النور" ومعطیاته ودلالاته فی أشعار البیاتی، وکشف رؤیة الشاعر عن "النور" وتبین زوایاه إلّا أنّ الباحثین حاولا اقتصار البحث على "النور" ومعطیاته فی المقبوسات المختارة لموضوع الدراسة، ونهجا فی ذلک أسلوباً وصفیاً تحلیلیّاً لدراستها. من أهم النتائج الّتی توصلنا إلیه من خلال الدراسة، هی أنّ استخدام الشاعر لرمز "النور" یدخل فی إطار طموحاته الخاصة وهی الأمل بالمستقبل ویأخذ البیاتی هذه المفردة اللغویّة فیضیفها إلى قاموسه الشعریّ ثمّ یبثّ فیها روح جدیدة من دینامیکیة الإبداع لیجعلها مشحونة بالطاقة والقوة فی الاداة والتعبیر عن مکونات نفسه؛ فهذه المفردة هی رمز الحریّة والأمل والحقیقة وتدلّ على الثوار ولها صلة وثیقة بأفکاره الّتی تأتی بألوان متنوّعة فی إطار الأغراض الفردیّة، والاجتماعیّة والسیاسیّة، کلّ هذه الدلالات النفسیّة والتأثریّة حسب التجارب الّتی قد واجهها الشاعر فی حیاته