حسین مهتدی

التفاعل الاجتماعی بمعنی الأعمال والتصرفات السّلوکیّة التی یؤدیها الأشخاص تجاه الآخرین فی المجتمع، والظواهر الاجتماعیّة نتیجة هذه التّفاعلات الاجتماعیّة، وهو عمل یمارسه عدد کبیر من الناس فی مجتمع ما بشکل جماعی. تکون الظواهر الاجتماعیّة فی المجتمع سلبیّة أو إیجابیّة. لقد کان التّرکیز فی هذا المقال على الظواهر الاجتماعیّة الإیجابیّة فی الرّوایة. العلاقة بین الأدب والاجتماع علاقة وثیقة إذ الأدب مرآة المجتمع یعکس ما به من آمال وآلام، ومعاناة وجمال وبشاعة وهذا ما یدرسه علم الاجتماع الأدبی وتکمن أهمیة النظرة الاجتماعیّة للأدب فی تعزیز الوعی و الثقافة فی المجتمع. من خلال هذه الدّراسة حاولنا أن نسلط الضوء علی أنواع الظواهر الاجتماعیّة الموجودة فی روایة “الیعسوب والعطر الفواح” للکاتب اللبنانی إبراهیم فضل الله ونشرحها قدر الإمکان. السؤال المهم الذی سنجیب عنه فی هذا البحث هو: کیف تجلت الظواهر الاجتماعیّة فی هذه الروایة؟ أظهرت النتائج أنّ الرّوای عالج القضایا الاجتماعیّة وبیّنت مدى تأثیر الوحدة والتّعاون الاجتماعی فی الوصول إلى الغایة المقصودة. وتطرّق إلى الحیاة الاجتماعیّة إضافة إلى الجانب الرئیس وهو المقاومة الشّعبیّة. یرسم لنا فضل الله من خلال السّرد الروائی أبعادًا مختلفة من حیاة اجتماعیّة فی قریة خیالیّة وتمثل هذه القریة مجتمعا بأسره. إلى الجانب الاجتماعی تحمل روایة “الیعسوب والعطر الفواح “فی طیاتها قضایا أخرى منها المقاومة والصمود والانتصار لکن بشکل رمزی. یرسم الکاتب فضل الله للمقاومة الشّعبیّة التی تحصل فی الضیعة مرسمًا رائعًا؛ ویمکن تلخیصها بالصورة الآتی تبدأ الروایة ببیان تعدیات الشّرکة الضامنة لأراضی أهل الضّیعة، وتضییع حقوقهم ویقوم أهل الضّیعة بالتفکیر فی إیجاد حلّ لمواجهة المعتدین. بناء على هذا سنعالج الظواهر الاجتماعیّة فی هذه الروایة مستعینین بالمنهج الوصفی – التحلیلی.