رسول بلاوی

احتلّت الوطنیة جانبًا کبیرًا من الشعر العربی المعاصر واشتهر کثیر من الشعراء العرب بالشعر الوطنی ومنهم الشعراء العراقیّون. إنّ إدراج الشعر الوطنی فی العملیّة التربویّة ضمن الکتب المدرسیّة أمر فی غایة الأهمیّة؛ إذ أنّ العراق وظروفه السیاسیّة والاجتماعیّة تتطلّب العمل على توحید أبناء البلد فی إطار وطن واحد تجمعهم الوحدة فی ظلّ مناخ مفعم بالإخاء والمحبّة والمساواة. إنّ القیم الوطنیّة هی جزء من مجموعة القیم التربویّة التی تجری على أساسها عملیة التربیّة وعلیه یجب أن تؤخذ بعین الاعتبار فی أدب الطفل والکتب المدرسیّة کذلک. ومن هذا المنطلق، تأتی أهمیّة اختیار موضوع دراستنا؛ إذ تتمحور حول کتب القراءة، والمطالعة، والأدب والنصوص؛ لأنّها تحتوی على القصائد الّتی قد جاءت للتعلیم والحفظ والشرح، وخلال المراحل المدرسیّة الثلاث فی العراق وهی: الابتدائیة، والمتوسّطة، والإعدادیّة (الثانویّة). احتوت الدراسة 31 قصیدة من إجمالی 187 قصیدة، على قیم وطنیّة خلال المراحل المدرسیّة والّتی تشکّل %16.57 من مجموع القصائد. رکّزت غالبیّة القصائد الوطنیّة فی المرحلتین الابتدائیة والمتوسطة وکانت قلیلة جدًّا فی المرحلة الإعدادیة أو الثانویّة. کما تنوّعت القیم الوطنیّة فتضمّنت حبَّ الوطن ووصفه والإشاده بمکانته، والتضحیة والفداء له، والعمل والتعاون من أجله، والدعاء له بالخیر والخصب والعزّة. کذلک اشتملت القصائد الوطنیة فی الکتب المدرسیّة على رموز وطنیّة کالجغرافیا والتاریخ، وضمیرَیْ المتکلّم ویاء النسبة، والشعب والأمّة والوطن والبلد، والعَلَم والنشید الوطنی، وغیرها من الرموز.