علی خضری

الأدب السّاخر تراث بشری، توارثته الأجیال من منطلق رغبة النفس إلی البهجة والتّرویح، فالسّخریة بکافة أشکالها وصورها، تمنح النفس سعادة تستکنّ لها. یهدف الشّاعر فی هذا الحقل من الأدب وعبر أسالیب السّخریة المختلفة إلی الأضحاک أولاً ثم الإصلاح ثانیاً. ویهدف رُوّاد هذا الشّکل الشّعری من وراء نصوصهم السّاخرة إلى النقد البناء الذی یُقوِّم المجتمع ویُصلحه، ومن هؤلاء الأدباء الشّاعر العراقی المعاصر «حمید الحریزی» الذی سنرکز على دیوانه "مُشاهدات مجنون فی عصر العولمة" وعبر المنهج الوصفی - التّحلیلی، فنقوم بدراسة السّخریة ومفهومها ومواقعها والصورة الکاریکاتوریة فیها والبارودیا وکذلک المفارقة المنشودة لدی هذا الأدب السّاخر وفی خاتمة المطاف توحی بعض نتائج التّجقیق بأنَّ الشّاعر السّاخر استخدم أسلوب السّخریة فی تعابیره فاختار «المجنون» لمشاهداته حتی یأخذ کامل حریته فی النیل من السّلطان، کأنه «بهلول» فی بلاط «هارون». وجاء علی مآسی العراق عند الغزودواستفحال «داعش» المریر وإرهابه المقیت وحصة الشّعب العراقی من هاتین الرّزیتین والعولمة وانعکاسها فی مجتمعه وإهمال حقوق الرّعیة وکبتها من قبل الحاکم.