علی خضری

یصنّف النقد السوسیولوجی ضمن أنواع النقد الأدبی، الذی یرنو إلى وضع الأدب فی سیاق اجتماعی واسع النطاق، فتحلیل العلاقة الرابطة بین الأدب والمجتمع یشکّل الأساس والرکیزة لظهور النقد الاجتماعی الأدبی، کما ترکّز هذه المقاربة على بنیة التأثیر الأدبی وعلاقته بالمجتمع. إنّ المقاربة البنیویة التکوینیة تذهب إلى أنّ الفکر الجماعی هو الذی یخلق الأثر الأدبی، بینما یحاول الکاتب تنظیم أوراق الوعی والفکر الجماعی والتنسیق بین مکوّناته، فالقضایا الاجتماعیة تتجلّى على ید الکاتب ورؤیته الکونیة فی الآثار الأدبیة. ولمّا کانت الروایة صورة موضوعیة لمقاربات الکاتب وأفکاره، حول الحالة الفکریة والثقافیة السائدة على المجتمع، فأنّ المقال هذا، یرید تقدیم قراءة نقدیة اجتماعیة لروایة ناقة صالحة، لکاتبها سعود السنعوسی، وذلک بالاعتماد على المقاربة البنیویة التکوینیة؛ ففی هذه الدراسة نرید وبعد التأمّل فی نص الروایة، رسم ملامح المجتمع القبلی الکویتی کما کان فی القرن العشرین، وکذلک إبراز ما تحمله هذه الروایة من أهمیّة فی رسم النظام القبلی وإظهار جوانبه الاجتماعیة الکامنة فیه. توصلت الدراسة إلى نتائج أهمّها أنّ الروایة قد بذلت مساعیها لرسم صورة عن بنیة القبیلة وما تحمله من قضایا بین طیّاتها، للقارئ وذلک من خلال الأطر التی وضعت الشخصیات فیها، کما حاول الکاتب أن یعکس البنیة الاجتماعیة للقبیلة التی وضعت على صرح مضامین ما، أضف إلى هذا فأنّ الوعی الذی تظهره الروایة على ید شخصیات مثل دخیل وصالحة، -بصفتها بطلة الروایة- هو دلیل على خلق أفکار ورؤى مختلفة عن واقع القبیلة الثابت