علی خضری

یُعدّ التکرار من أبرز مظاهر الأسلوبیّة فی النصوص الأدبیّة فهو یضیف طابعاً جمالیّاً للإیقاع والدلالة الفنّیّة. ولقد حظى التکرار منذ قدیم الزمان على اهتمام البلاغیین والأدباء خاصّة وشغل مساحة وافرة من أشعارهم. نحن نحاول فی هذا البحث تبیین الدوافع الفنیّة الّتی أدت بالشاعر لتوظیف التکرار وتسلیط الضوء على أهمّ أنماطه وتتبّع جمالیّته الإیقاعیّة والدلالیّة. وقد توصّلنا إلى أنّ البدری وظّف نوعین من التکرار فی دیوانه لا ماء فی النهر، وهما التکرار البسیط، والتکرار المرکّب وجاء التکرار البسیط لتسلیط الضوء على قضیّة الوطن وإظهار الأسى لما یتجرّعه فی وطنه، وأیضاً جاء هذا التکرار على سبیل التشوّق والاستعذاب فی الغزل. وأمّا التکرار المرکّب، فقد جاء للتوکید اللفظی وربط أجزاء القصیدة ببعضها فی إطار دائرة إیقاعیّة موحّدة.