علی خضری

یُعتبر الخطاب الإعلامی من أشهر الأسالیب التعبیریة ومن أهمّ الآلیات المتّخذة لتزوید المتلقی بالمعلومات فی العصر الراهن؛ إذ یعتمد هذا الخطاب على مجموعة من التقنیات التعبیریة لإلفات انتباه المتلقی وتوجیهه نحو المعلومة بدلاً من توجیه المعلومة إلیه. وما یُقصد بالخطاب الإعلامی فی الشعر هو تلک الآلیات والأسالیب التعبیریة التی یعتمدها الشاعر فی إبهار المتلقی ولفت انتباهه الشعوری إزاء الصورة الشعریة والمشهد الفنی وهذا ما حاولنا قراءته فی النص الشعری لدى منصور الشامسی. عمدنا فی هذه الورقة النقدیة إلى تحلیل الخطاب الإعلامی فی شعر الشامسی بعد أن قدّمنا تعریفاً وجیزاً لکلّ من مصطلحات التحلیل والخطاب والإعلام والخطاب الإعلامی کما اعتمدنا فی دراستنا للخطاب الإعلامی على ثلاثة استخدامات هی؛ استخدام الرموز والشعارات، واستخدام الأسالیب اللغویة، واستخدام صیغ التفضیل، وتُعتبر هذه المستویات الثلاثة من أهم الاستمالات العاطفیة المعتمدة فی الخطاب الإعلامی. ما حدا بنا لاختیار هذا الموضوع للدراسة هو احتواء الکثیر من نصوص الشاعر على طابع إعلامی وقد اعتمدنا فی هذه الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی. أهمّ ما توصّلنا إلیه فی هذه الدراسة هو أنّ منصور جاسم الشامسی اعتنی بالخطاب الإعلامی وآلیاته فی شعره هادفاً إلی استظهار الصور الفنیة وسماتها الجمالیة فی نصوصه کما اعتمد علی الاستمالات العاطفیة التی تستهدف التأثیر فی وجدان المتلقی وإثارة حاجاته النفسیة والاجتماعیة ومخاطبة حواسه.