علی خضری

النقد الثقافی یبحث عن المعانی التی یضمرها الکاتب أو الشاعر ویخبؤها وراء النص، فیرى کلّ خطاب أدبیاً کان أو غیر أدبی، یحمل نسقین إحداهما واعٍ والآخر مضمر. ومن الشعراء الذین وجدنا الأنساق الإیدیولوجیة فی قصائدهم ولاسیما الخاصة بالمقاومة هو الشاعر سالم بن علی العویس إذ استعمل أنساقاً ثقافیة متعددة فی نصوصه. وقد تطرق الشاعر إلی سرد بطولات المسلمین فی سالف الزمن کما توعّد العدو بالسطوة عاجلاً أم آجلاً؛ وذلک لتحریر الأراضی الفلسطینبة المحتلة. إنّنا فی هذا البحث قمنا بدراسة الأنساق الإیدیولوجیة، وذلک علی ضوء النقد الثقافی، ووفقاً للمنهج الوصفی - التحلیلی. وأظهرت دراسة الأنساق الإیدیولوجیا فی قصائد المقاومة للشاعر العویس، عن لاوعی النص الذی أضمر تمرداً ثقافیاً مغایراً لظاهر النص وهیکلیة البناء الشعری وکشف اللثام عما وراء جمالیات النص وذلک من خلال التسلل خلف الکلمات. لم یتّخذ النسق المضمر دلالة أحادیة المعنی بل حمل أنساقاً متعددة، منها نسق الفحولة الذی أظهر لنا القیم الإیجابیة کالشجاعة والنبل والمقاومة للشعب الفلسطینی، ونسق التهمیش الذی بیّن إبعاد وإقصاء الشعب الفلسطینی عن حقوقه وحرمانه منها، ونسق التوعّد والتهدید الذی عبّر عن محاولة الشاعر لتأکید مکانة الشعب العربی والإسلامی وإظهار العزم والبأس عن طریق بث مشاعر الخوف والترهیب فی صدور الأعداء، ونسق الذل والهوان الذی عبّر عن شعور الشاعر بتخاذل بعض الشعوب العربیة تجاه القضیة الفلسطینیة والشعور بالذل تجاه العدو رغم البطولات والتاریخ الزاهر للشعب العربی.