علی خضری

النقد الأدبی الحدیث له دورٌ مهمٌّ فی التذوّق الجمالی للأدب، إذ إنّه یبحث فی الدلالات الّتی تنتجها النصوص والتراکیب. وتُعدّ المصاحبة اللغویّة واحدة من أهمّ أسالیب النقد الحدیث التی من خلالها یمکننا الوصول إلى الدلالات التی تحملها التراةکیب اللغویّة. وهی فی أبسط تعاریفها مجیء مفردة بصحبة مفردة أخرى. فقد هدفت هذه الدراسة بمنهجها الوصفی- التحلیلی بیان جمالیّات المصاحبة اللغویّة وأنماطها التی استعان بها الشاعر العمانی ناصر البدری فی دیوانه "لا ماء فی النهر" وتحدید دلالاتها تحت ضوء التصاحب. وقد توصّلنا إلى أنّ البدری من خلال المصاحبة اللّفظیّة استطاع أن یُخرج المفردات من دلالاتها المعجمیّة الضیّقة إلى دلالاتٍ عدّة، فقد جاور الألفاظ بشکلٍ غیر مألوفٍ وألّف تلاحماً بینها بصورةٍ فنّیّةٍ. وقد تنوّعت المصاحبات اللّفظیّة فی الدیوان ما بین النمط الإسمی والنمط الفعلی، وغلب على المصاحبات طابع الیأس والحزن، ممّا دلّ على أنّ الشاعر لم یجد طریقةً أقوى لبیان حزنه وأسفه إلّا عن طریق المصاحبات غیر المألوفة وخلق إیحاءاتٍ جدیدةٍ تدلّ على إعباءات نفسه ولواعج همّه