علی خضری

الخطاب هو أقدم ما کان الإنسان یستعین به للتواصل مع الآخرین إمّا عن طریق الإشارة بالید أو حالات الوجه أو الکلام. وفی الآونة الأخیرة تداول مصطلح الخطاب فی النقد الأدبی، على أنّه مجموعةً من الجمل والرسائل وأقوال الخطیب الّتی یبعثها للمتلقی، وقد یأتی أحیاناً على شکل نثر أو شعر وقد یتلازمان کلاهما معاً، والمتلقّی للخطاب إمّا أن یکون المتکلّم نفسه أو شخصاً آخر یقع مخاطباً للکلام. فالخطاب هو مضمون یحتوی على المرسِل، والمرسَل إلیه، وهو إمّا أن یکون نداءً، أو استفهاماً، أو خبراً، وإمّا تعبیراً عن أحاسیس وعواطف المرسِل للمتلقّی. یتنوّع الخطاب فی النصّ الأدبی حسب اهتمامات الشاعر وقناعاته، فقد یکون خطاباً میتا شعریاً، أو إعلامیّاً، أو سینمائیّاً. جاءت هذه الدراسة بمنهجها الوصفی- التحلیلی لرصد الخطاب التواصلی وأنواعه، ووظائفه فی دیوان "ولدیّ أقوالٌ أخرى" للشاعر کریم معتوق. توصّلت الدراسة إلی أنّ الشاعر اتّخذ الخطاب منهجاً للتعبیر عن حالاته النفسیّة وخواطره، إذ صاغه بأجمل الأسالیب البیانیّة وأعذب العبارات لشدّ انتباه القارئ وتسلیط الضوء على المفاهیم التی أراد أن یعرب عنها.