علی خضری

الروایة من أهم الأنواع الأدبیة الّتی استطاع الروائی أن یعبّر عن مجتمعه ویفصح عن التقالید والروابط مع الغیر من خلالها، حیث کانت الشخوص فی الروایة الحدیثة تمثّل انطباعات مختلفة من حیث الاجتماع. ومن هؤلاء الروائیین الّذین حاولوا أن یقارنوا الأنا العراقی مع الأنا الأجنبی هو الروائی العراقی غائب طعمة فرمان. وقد حاول الروائی من خلال الأسماء، الأمکنة، الأطعمة، البیوت، الملابس، وضع المعیشة والمهن أن یفرّق بین الأنا والآخر فی روایة «النخلة والجیران». اعتمدنا فی مقالنا هذا علی المنهج الوصفی- التحلیلی حیث رکّزنا على الأنا الشرقی والآخر الأجنبی ومن خلال بحثنا لهذه الروایة قد توصّلنا أنّ جمیع هذه الشخصیات تمثّل الأنا العراقی وتقارن نفسها بالأنا الأجنبی حیث وفد علیهم الأرمن والإنجلیز. وتوصّلنا إلی نتائج تدلُّ علی تعمّد الروائی إلی وصف الأنا بوصفٍ یحمل دلالات التأخّر، والتحجّر، وبصورةٍ متخلّفةٍ حاملاً عُقَداً نفسیة، والآخر الأجنبی فی هذه الروایة هو الشخص المتحضّر الّذی یحمل الکبریاء وقد تمیزت هذه الشخصیات من خلال الأطعمة والألبسة والمهن والأسماء کما بینا فی محاور هذا المقال.