علی خضری

من بین أشهر العناصر السینمائیة التی أفاد منها الشعر المعاصر هی اللقطة السینمائیة وذلک لأن الشعر یتکون من مجموعة متراکمة من اللقطات التصویریة لإضفاء الجانب الجمالی علیه. لجأ الکثیر من الشعراء المعاصرین فی أشعارهم إلى توظیف هذه التقنیة فی أشعارهم، ویعود السبب فی هذا التأثر بالفن السینمائی إلى إنجاز الصورة الشعریة من خلال زوایا تصویریة متعددة، فالشاعر یحاول أن یتناول الموضوع من عدة زوایا لتظهر الصورة الشعریة بأکمل أبعادها وأجلى تفاصیلها. من بین الشعراء الذین قاموا بتوظیف تقنیة اللقطة السینمائیة فی أشعارهم هو منصور جاسم الشامسی، الشاعر الإماراتی المعاصر، حیث تتجلى هذه التقنیة الفنیة فی شعره بکثافة فقد انطلق من هذه الرؤیة التی تعتمد خلق الصورة الفنیة من عدة زوایا بهدف إشراک المتلقی فی الاطلاع على حیثیات المشهد التصویری. اعتمد هذا البحث فی دراسة اللقطة السینمائیة فی أشعار الشامسی على المنهج الوصفی – التحلیلی وعلى ضوء علم السیمیائیة الاجتماعیة، ومن أبرز محاور هذه الدراسة هی؛ اللقطة الموضوعیة التی یقف فیها الراوی للحدث موقف المراقب دون أن یکون له أی دور فیها، واللقطة الصوتیة التی تقوم برصد الأصوات المتنوعة والمختلفة التی توحی لنا بأحداث متنوعة وغالباً ما تتعلق ببعض الکائنات والأشیاء المتواجدة فی الطبیعة، ولقطة نادیر التی تُعنى بالتقاط الصورة فی الأفق والأعالی، ولقطة ماکرو التی تقوم بتبیین التفاصیل الدقیقة والصغیرة للأشیاء.