علی خضری

تُعدّ الإستطیقا من المفاهیم الأساسیة فی دراسة الشعر، حیث تبرز جمالیة النص الشعری وتفاعله مع السیاقات الاجتماعیة والنفسیة إذ تتجسد هذه الجمالیة من خلال استخدام ال رموز والتقنیات الحدیثة مثل المفارقة والانزیاح، مما تعکس عمق التجربة الإنسانیة وتعبّر عن التعقیدات النفسیة ا ولاجتماعیة ویظهر التأثیر السوسیوسیکولوجی فی قدرة بیضون على تصویر الواقع الاجتماعی من خلال عدسة نفسیة، حیث یتناول قضایا الهویة والانتماء والمنازعات الداخلیة، مما یُثری النص ویعکس التوترات والمفارقات التی یعیشها الفرد فی مجتمعه. ولقد تجلت جمالیة الرمز فی استخدام الشاعر عباس بیضون کأداة تعبیریة تحمل دلالات متعددة، بینما تُعتبر المفارقة وسیلة فعالة تخلق تباینات واضحة بین المعانی السطحیة والعمیقة، ولقد ظهر الانزیاح فی تلاعب الشاعر بالنصوص التقلیدیة وإعادة صیاغتها بطرق جدیدة تعکس تحولات ال واقع. کما أن هذه الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفی- التحلیلی لفهم هذه العناصر ا وستکشاف تفاعلاتها، لیُبرز عمق النصوص الشعریة. وتشیر نتائج الدراسة إلى أن الإستطیقا فی شعر عباس بیضون تتأثر بشکل کبیر بالواقع النفسی ا ولاجتماعی ویأتی بیضون باستخدام الرمز وآلیات البلاغة مثل المفا رقة والانزیاح لتعمیق الدلالة الجمالیة فی ثنایا خطابه الشعری الهادف حیث یکون تارة ناقما على الوضع الاجتماعی السائد وتارة داعیا للتغییر إذ یُظهر الشاعر قدرة فریدة على استکشاف النفس البش ریة وتصویر العلاقات الاجتماعیة المعقدة، مما یمنح القارئ تجربة عمیقة ومؤثرة. فی الحقیقة إن أشعار بیضون تُ ثل نم وذج ا غنی ا للجمالیة الشعریة التی تتداخل فیها العناصر النفسیة ا ولاجتماعیة، مما تُتیح للقارئ الخوض فی أعماق التجربة الإنسانیة ومعاناة الفرد فی عالم متغیر. ومن أبرز النتائج التی توصلت إلیها هذه الدراسة لنصوص الشاعر عباس بیضون، لا سیما فی مجموعته "صور"، استخدامه لمفارقة الموقف، إضافة إلى تقنیات بلاغیة حدیثة تعزز جمالیة شعره. وقد اعتمد بیضون على لغة حدیثة ذات طابع انسیابی، ل وصف عناصر الطبیعة مثل الحجر والماء، لیخلق دلالات جدیدة من خلال رصف الأشیاء المتنافرة بجانب بعضها. کما أسهمت الإستطیقیا فی استجلاء الأبعاد السیکولوجیة فی نصوصه، حیث عکست تجارب الشاعر الشخصیة مثل مشاعر القلق والخوف الناتجة عن أحداث استثنائیة مثل جائحة کورونا وحالة انتحار ابن أخته. تتجلى هذه الحالا