حسین مهتدی

فی القرن التاسع عشر المیلادیّ، لم تتمتع النساء فی المجتمعات العربیة بالحقوق الاجتماعیة المناسبة. لقد وصل الأمرُ بالشاعر الکویتیّ المعاصر وأحد أصحاب الفکر الحرّ فهد العسکر إلى درجةِ الطرد من بلده لنضاله ضدّ تقالیده البالیة. إنّ ما أنشده العسکر فی المرأة فی دیوانه ینقسم علی أربعة أقسام: 1. المرأة بصفتها معشوقة حقیقیة؛ 2. المرأة سیدّة الشاعر الخیالیة؛ 3. المرأة بصفتها أُمًّا؛ 4. المرأة والتقالید البالیة. السؤال الأکثر أهمیّة فی هذا البحث هو: ما هی الصورة التی قدّمها فهد العسکر للمـُخاطَب عن وضع المرأة فی مجتمعه؟ تشیر نتائج هذا البحث إلى أنّ فهد العسکر، نظرًا إلى عدم تمکّنه من الوصول إلى معشوقته الحیقیّة ولبقائه إلى آخر عمره ینتظر وصالها، عبّرَ فی أشعاره عن الشعور بالکراهیة تجاهَ أولئک الذین حالوا دون هذا الوصال. المرأة سیدّة الشاعر الخیالیة هی امرأة مثالیة تنقذه من الظلام وترتقی به إلى السماء، یقدم الشاعر هذه المرأة کغذاء لروحه. لکن المرأة بصفتها أُمًّا هی العاشقة والحبیبة الوحیدة التی یمکنه أن یبثّ شکواه إلیها. ویشیر الشاعر فی القسم الأخیر مِن أشعاره إلی التقالید البالیة، تقالید مثل عدم مراعاة التناسب العُمری بین الزوجین، وعدم تمتع الفتیات بحریة اختیار أزواجهن ، وبیع الفتیات بسبب الفقر المالی، وعدم المساواة فی الحقوق بین الرجل والمرأة. یتناول الکاتب بحثَ هذا الموضوع وَفقًا للمنهج الوصفیّ التحلیلیّ.