حسین مهتدی

الحجاج التداولی یدرس الخطاب مقام التخاطب، وأغراض المتکلم، وانتظارات السامع، والمعارف المشترکة بین المتکلم والمستمع؛ وهذه المعطیات ضروریة لفهم الملفوظات فهمًا صحیحًا ومکتملًا. تهدف هذه الدراسة إِلى الکشف عن أبعاد الحجاج التداولی فی خطاب السیّد نصر الله، وعن المقاصد والغایات التی أراد الإضاءة علیها من أجل خلق نهضة فکریة، قوامها الوعی بالقیم الدینیة والسیاسیة والاجتماعیة والوطنیة. سیتمّ فی هذا البحث درس الخطاب المنطوق من قبل السیّد نصر الله، وتعالج الحجاج التداولی الذی ظهر فیه، وبالتحدید الشخصیة من خلال الإشاریّات وأنواعها کالإشارات الشخصیّة، والإشارات المکانیّة، والإشارات الزمانیّة، والإشاریَّات الاجتماعیة، وأسماء الإشارة، وأفعال الکلام وأنواعها. نستنتج أنّ لمفهوم التداولیّة خط کبیر فی خطاب السیّد نصر الله؛ فمن إشاریات وإحالات على الشخصیة والمکان والزمان، وصولًا إلى الإشاریات الاجتماعیة، وانتهاءً بالفعل الکلامی الذی یتمیّز، بأنه فعل لفظی، إِنجازی، تأثیری. الإشاریات تساهم فی تأسیس العلاقة الإیمانیة والاجتماعیة بین السیّد نصر الله وجمهوره، کما تؤشر إلى الانتماء إلى جماعة المضحین المقاومین، فی مقابل جماعة المحبطین والمتخاذلین، ویظهر أیضًا الجمع بین المتکلم والمخاطب، وهذا من الوظائف التداولیة أو القصدیة، وهی موافقة الخطاب مقتضى الحال، حیث یرى الجمهور نفسه کجمهور مقاوم ومضحٍ، یختلف ویتمایز عن أولئک الذین فی الطرف الآخر. الأفعال التعبیریة فی خطاب السیّد نصر الله تعبّر دائمًا عن غضبه تجاه العدو الصهیونی، ومحبته للجمهور، وافتخاره بالشهداء والمضحّین. فقد اعتمد الباحث فی دراسته هذه على المنهج الوصفی -التحلیلی إذ یقوم على استقراء الخطب السیّد حسن نصرالله ومن ثم تحلیلها من ناحیة تبیین عناصر التداولیّة.