حسین مهتدی

تتناول هذه الدراسة بنیة الوصف ودلالة الرموز فی روایة "ثلاثیة غرناطة" للکاتبة "رضوى عاشور" الّتی کشفت روایتها عن الإبداع والجمال فی الوصف، فقد رسمت الأدیبة رُؤاها ومواقفها بطریقة جمالیّة وفنّیّة حیث رُسمت کلمات الأدیبة رسمًا مُتقنًا بالوصف الّذی یحمل أبعادًا دلالیّة ورموزًا إیحائیّة؛ تُلبسها الأدیبة زیًّا إنشائیًّا وتُقدّمها للقارئ بلونٍ تصویریّ تعکس من خلاله المشاهد بدقّة وانسیابیّة مُظهرة رُؤها الفکریّة، والنّفسیّة والاجتماعیّة فی الخطاب الرّوائی فیُضفی ذلک على السّرد لمسة من الجمال. والسؤال المهم الذی یسعی هذا البحث إلی الإجابة عنه هو: کیف جسّدت الروائیّة الرؤیة التصویریة ودلالة الرموز فی روایة ثلاثیّة غرناطة؟ بعد دراسة هذه الروایة یتّضح لنا أنّ الرُّؤیة التّصویریّة فی الخطاب لدى الأدیبة، بما فیه من وصف ودلالات رمزیّة أخذ بُعدًا تکوینیًّا وفکریًّا تبحث فیه "عاشور" عن دلالات إیدیولوجیّة، مُعتمدة فی ذلک على الدّلالات الفکریّة، وهذا ما لحظناه فی روایة "ثلاثیّة غرناطة"، بحیث اعتمدت "عاشور" على تقنیّة تجمیلیّة بطریقة عفویّة فی سردیّاتها، رُبّما لتُبعد القارئ عن الواقع المُزیّف والمُملّ، ولهذا أُدرجت الواقعیّة، وأخذت مجراها فی ثنایا السّرد. أمّا الرّمز فساعدنا کقُرّاء على التّفکُّر بالدّرجة الأولى بدلالات الحکی، وعلى التّحدّی والصُّمود من جهة ،وفی وجه کُلّ اعتداء وکُلّ مُتسلّط من جهة أخرى، وذلک من خلال الأخذ بدلالات الأفعال ورمزیّتها، سیّما وأنّ الرّمز هو جُزء تکوینیّ ینبع من داخل الکاتب المُبدع نفسه. وإذا کانت "رضوى عاشور" قد رکّزت فی روایتها "ثلاثیّة غرناطة" على سرد الوقائع والأحداث، إلاّ أنّها جسّدت الوصف ولا یُمکننا تجاهله فی الدّراسة، بل یکون الوصف هدفًا أساسیًّا لإیصال مُبتغى الأدیبة، حتّى إنّنا لاحظنا صُعوبة الفصل بین السّرد والوصف فی الکثیر من المواضع فی الحکی. ویُعدُّ هذا من سمات الرّوایة المُعاصرة، إلاّ أنّ الأدیبة قد أسهبت بشکلٍ کبیر فی سرد الحقائق والوقائع بشکل جلیّ. لقد اعتمدنا فی هذه الدراسة علی المنهج الوصفی التحلیلی لنکشف عن الرُّؤیة التّصویریّة، ودلالة الرموز فی الخطاب الرّوائی لدى "عاشور" فی روایة "ثلاثیّة غرناطة".