حسین مهتدی

سنتناول فی هذا المقال موضوع بنیة الشّخصیّات ومدلولاتها فی روایة "فرج" ل "رضوى عاشور"، والهدف من ذلک الکشف عن ماهیّة کُلّ شخصیّة من شخصیّات الرّوایة مُرکّزین فی ذلک على الشّخصیّات الرّئیسة. بعد دراسة روایة "فرج" یتّضح لنا أنّ اختیار أسماء الشّخصیّات لدى "عاشور" لم یکن اختیارًا عبثیًّا وعشوائیًّا، بل جاء على درجة عالیة من الوعی والتّفکیر، ولهذا رأینا أسماء الشّخصیّات مُنسجمة مع السُّلوک والتّصرّفات، وقد حمّلتها الأدیبة أبعادًا دلالیّة ورمزیّة لإظهار مدى الیأس والتّمزّق الّذی یمرّ به الإنسان العربی فی ظلّ الصّراعات المُجتمعیّة والنّفسیّة. جعلت "رضوى عاشور" من شخصیّاتها الرّئیسیّة شخصیّات تحمل أبعادًا دلالیّة، تهدف إلى تصویر الواقع العربیّ الّذی یمرّ بحالة القمع والتّلاشی، وقد تماثلت مع الشّخصیّات الثّانویّة الّتی أدّت دورًا واضحًا فی خلق الصّراع وإثارة الحیویّة وتکاثر الأحداث، وقد أظهرت "عاشور" من خلالها رُؤاها للمُجتمع العربی، ومدى تجبُّر المُحتلّ وغطرسته. نجحت "رضوى عاشور" فی بثّ الحقائق والوقائع على لسان الشّخصیّات، وبثّ روح الحیویّة على الخطاب الرّوائی، وهذا ما جعل منها روائیّة عارفة بما یحدث فی المُجتمع العربیّ، فبثّت روح الوعی لدى القارئ على لسان الرُّواة الفاعلین والمُشارکین فی صُنع الأحداث. برزت شخصیّات "فرج" شخصیّات قویّة مُتمرّدة على الواقع، تُواجه التّحدّی، مُتحرّرة، تنهض بأعمال الرّجال سیّما المُثقّفین، ومنهُنّ "رُقیّة" و"أروى" وغیرهما من نادى لإنصاف الإنسان وتحقیق العدالة. لقد اعتمدنا فی هذه المقالة علی المنهج البنیوی – التّکوینی لنکشف عن الشخصیات ومدلولاتها فی روایة "فرج" للروائیة المصریة "رضوی عاشور".