حسین مهتدی

الأهداف: یُعدُّ الزّمان عنصرًا أساسیًّا فی النّصوص السّردیّة، وبه تتجلّى استمراریّة الأحداث. ومن ناحیة أخری یشکل الفضاء المکانی الحیّز الّذی تدور فیه الأحداث، ولهذا ستسعى هذه الدراسة إلى تناول بنیة الزمکانیة فی روایة الطنطوریة لتسلط الضوء على أهمیة العمل الأدبی فی إبراز عنصری الزمان والمکان اللذین ولدا من أحداث تاریخیة لربما کانت مصیر فئة کبیرة من عالمنا العربی. وقد سعى هذا البحث إلی الإجابة عن السؤال الآتی: کیف تجلّت علاقة الزّمان بالمکان فی إحداث التّغیُّرات فی روایة الطنطوریّة؟ المنهجیة: اعتمد البحث على المنهج البنیوی التکوینی الذی یُرکّز على شکل النّصّ وأنساقه. تمّت دراسة العلاقات بینهما من حیث العلاقة بین الأزمنة والأمکنة فی روایة الطنطوریّة. النتائج: إنّ الأحداث المُسترجعة فی "الطّنطوریّة" قد تُحرّک خیال القارئ بواقعیّة بحتة من خلال صدق المشاعر والأحاسیس الّتی عشناها مع قلقٍ وخوفٍ مشؤوم من مستقبلٍ لا یُبشّر بالخیر. ظلّت الاسترجاعات تتکاثر فی الطّنطوریّة بین داخلیّة وخارجیّة، مُبرزةً مواجهة العدوّ المستعمر للأرض. وهذا قد برز على نحو جلیّ من خلال نتاجات الأدیبة التی کشفت عنها ثقافتها المتغلغلة فی ثنایا السّرد ولهذا رأینا "عاشور" رکزت على الزمکانیّة ووظفتها فی خدمة الخطاب الروائی مما جعل الطنطوریة روایة تحمل جمالًا إبداعیًّا وفکریًّا راقٍ. الخلاصة: تُکثر الروائیّة من تقنیّة القفزة أو الحذف، لتُغطّی مرحلة زمنیّة طویلة من حکایات الشّعب الفلسطینی، سیّما النّکبة الّتی حلّت بهم، فهجّرتهم. وقد رکّزت الأدیبة على الأمکنة فی روایاتها، فملامح المکان اکتمل نموّه من خلال رؤیتها الإبداعیّة فی رفع مستوى الرّاوی للواقع الألیم الّذی لوّنته دماء الأبریاء من العرب، فصار حینها صراعًا تاریخیًّا تمحورت حوله القضایا العربیّة، سیّما القضیّة الفلسطینیّة الّتی شغلت "رضوى عاشور" والقارئ معًا.