حسین مهتدی

ذکر علماء البلاغة طرقًا مختلفة للقصر، من أکثرها شیوعًا استخدام النفی والاستثناء، وهی فی الغالب عن طریق أداة "إلّا"، ولکن أحیانًا تستخدم أدوات أخرى غیر "إلّا" فی الاستثناء. والتی تحتوی على معنى "إلّا"، ومن هذه الأدوات کلمة "لمّا" المشدّدة، والتی عندما تأتی بعد القسم مع النفی، فإنها تحتوی على معنى "إلّا" وتحل محلها. وفی القرآن الکریم أربع آیات وردت فیها الکلمتان «إن» و«لَمّا»، وهناک أدلة على أنه فی هذه الآیات یمکننا اعتبار "إن" نفیًا و "لمّا" تعنی "إلّا". وبهذه الطریقة یمکن وضعها على أسلوب القصر. قام هذا البحث باستخدام المنهج الوصفی -التحلیلی فی دراسة وجوه القراءة وإعراب هذه الآیات، وبیّن شروط وضع هذه الآیات فی أسلوب القصر، ونوع القصر وأسالیبه، والغرض من القصر فی هذه الآیات وتظهر نتائج البحث أن الله قد راعى مقتضى حال المخاطبین باستخدام أداة النفی "إن" التی هی الأکثر تأکیداً، وبإحضار "الکل" بعد النفی، وسع دائرة شمولیة ذلک الحکم وکلیته لیشمل جمیع المخاطبین. واستخدام "لمّا" بدلاً من "إلّا" لم یفصل أو یستثنی أی شخص أو أی شیء من شمولیة ذلک الحکم، وبما أن حصر المقصور علیه فی المقصور قد وقع فی الأمور التی یحتمل الإنکار أو الشک من جانب الجمهور، لذلک استخدمت"لمّا" لتکون مصحوبة بالأمل والتوقع ویأمل الجمهور ویتوقعه، ویشمل المقصور علیه کلَ ما فی نطاق المقصور واحتواء کل صفة من جانب الموصوف.