حسین مهتدی

التّشاکل مصطلح سیمیائی أستعیر من المیدان العلمی إلی میدان تحلیل الخطاب. الهدف من هذا المبحث کشف تجلیات التّشاکل، والأبعاد السیمیائیّة فی دیوان أهزوجة اللیمون للشاعر حسین القاصد. السؤال الرئیس الذی یسعی هذا البحث إلی الإجابة عنه هو: ما مدى حضور التّشاکل وأبعاده السیمائیّة فی دیوان أهزوجة اللیمون؟ بعد دراسة هذا الموضوع یتبیّن لنا أنّ هذه التجلیات ظاهرة وواضحة فی أشعاره وترتبط ارتباطًا وثیقًا بنفسیّة الشّاعر وخلجات افکاره وحیاته، فجعل القاصد من أشعاره أداة فاعلة داخل النّص الشّعری، فوظف الشاعر التّشاکل فی أشعاره لتصبح أداة جمیلة تحرک المشاعر فی نفس المتلقی وهذه التّشاکلات هی: تشاکل الصوت، تشاکل الکلمة، تشاکل العبارة، تشاکل البدایات، تشاکل الخواتم. من خلال دراستنا لتجلیات التّشاکل وأبعاده السیمیائیّة فی دیوان ” أهزوجة اللیمون” لحسین القاصد، توصلنا إلی نتیجة مفادها أنّ التّشاکل هو تکرار أو ائتلاف أو مقابلة أو هو إلحاح من جهة مهمّة فی الصوت أو العبارة أو الکلمة أو فی البدایات أو الخواتم، یعنی بها الشّاعر أکثر من غیره، ما یعنی إنّ التّشاکل أخذ بعدًا نفسیًّا له علاقة بنفسیّة الشاعر المبدع. استخدم التکرار المتعمد وأکثر من تکرارها فی عدة قصائد ومناسبة لا سیما لفظة “أنا” عاکسًا رؤیة فلسفیّة عمیقة قابلة للتفسیر والتأویل فی ذهن المتلقی تارکة محصلة کبیرة فی دلالاتها والعبرة منها. تشتکل القصیدة لدى الشّاعر حسین القاصد إلی التفکیر فی مستقبل العراق وحجم الجراحات الناتجة عن الاحتلال والإرهاب والفساد، خارجًا من إطار الوقوف والتباکی إلی الدّعوة للتفکر والعمل لإنقاذ الوطن. اعتمد هذا البحث علی المنهج الترکیبی الذی یجمع بین المنهج الوصفی والمنهج التحلیلی السیمیائی.