حسین مهتدی

تُعدّ نظریة التواصل اللغوی من أهم النظریات الحدیثة، ویعدّ رومان جاکوبسون من روّاد مدرسة براغ. وهو الذی أدخل العناصر اللغویة ووظائف اللغة فی نظریته اللغویّة لیعبّر عن الوظیفة الأساسیة للغة وهی التواصل، التی تتمثّل فی ستّة عناصر (المرسل، المرسل إلیه، الإرسالیّة، السیاق، الشفرة، الصلة أو القناة) فی عملیّة الاتصال. اهتمّ هذا اللسانی بقضایا البنیّة اللسانیّة فی المسائل الشعریة، إذ قسّم البناء اللغوی والتواصل بین اللغة والأفراد على ستّة عناصر لعملیة اتصال وستّ وظائف للغة؛ وهی التعبیریة، والإفهامیة، والمرجعیة، والشعریة، والمیتالغویة؛ والانتباهیة. فالروایة الحدیثة من أحد المواضیع الأدبیّة لدراسة الباحثین والنقاد؛ لأنها متکونة من الحوار والسرد. نحاول فی هذا البحث معالجة بنیة اللغة ووظائفها الأساسیة التواصلیة فی روایة "بقایا" لروشا داخاز من خلال الترکیز على بنیة اللغة والوظائف الأساسیّة لها وإحداث التواصل بین المبدع والمتلقی من منظر آراء جاکوبسون. نعتمد فی هذه الدراسة على المدرسة الإمریکیة فی الأدب المقارن بناءً على المنهج الوصفی – التحلیلی حیث نتطرق من خلاله إلى دراسة الروایة بعرض النماذج التی نشاهد فیها استخدامها الدقیق لتعبیر الوظائف. فلاحظنا من خلال هذا البحث أنّ المرجعیة الثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة أکثر الوظائف اللغویّة استعمالاً فی روایة "بقایا" من حیث أنّ التطورات والتحولات مهیمنة على کلّ الروایة؛ تدور حول الأحداث فی عصر الحرب والتغییر السیاسی. أما الوظیفة التعبیریة فتأتی الکاتبة فیها باستخدام صیغ المتکلم وبیان العواطف والسیرة الذاتیة لشخصیات الروایة. استعملت الکاتبة فی الوظیفة الإفهامیة ضمائر الخطاب وأسالیب الأمر والنهی والنداء والاستفهام لجذب انتباه المخاطب وهنا یمکن أن نقول بأنّ ضمیر الخطاب وصیغة النهی أکثر استخداماً بالنسبة للنداء والأمر. أصبحت الوظیفة الشعریة والمیتالغویة فی هذه الروایة أقلّ استعمالاً مقارنة بوظائف اللغة الأخرى؛ لأنّ الترکیز فی هذا النص على الفکر وتحلیل الواقع.