خداداد بحری

مازال تعلیم اللغة العربیة فی مدارس إیران موضع اهتمام الأنظمة التعلیمیة والتربویة فیها، وذلک لشأن هذه اللغة فی التعالیم الدینیة إضافة إلى أنها حلقة وصل بین إیران وجیرانها العرب ثقافیا، واقتصادیا وسیاسیا، و… . إنّ ترکیز الکتب المدرسیة القدیمة لتعلیم العربیة على المباحث الصرفیة والنحویة أدّى إلى رغبة التلامیذ عن هذه المادّة التعلیمیة ونفورهم عنها؛ الأمر الذی قاد وزارة التربیة والتعلیم الإیرانیة إلى اتخاذ طریقا آخر لتعلیم هذه المادّة. تهدف هذه المقالة إلى دراسة التغییرات الحاصلة فی الکتب المدرسیة لتعلیم اللغة العربیة خلال سنوات 1392ش/2013م إلى 1397ش/2018م للوقوف على نقاطها السبلیة والإیجابیة. المنهج المعتمد علیه فی هذه الدراسة هو المنهج الوصفی بموازنة مباحث هذه الکتب بالکتب القدیمة وبقائمة دروس قسم اللغة العربیة وآدابها فی مرحلة الإجازة فی الجامعات الإیرانیة. من أهم النتائج التی توصل إلیها الباحث هی: إنّ من النقاط الإیجابیة للکتب الجدیدة هی الترکیز على فهم المعنى، الأمر الذی ینتهی إلى رغبة التلامیذ إلى تعلم هذه اللغة وتقلیل نفورهم عنها، بخلاف الکتب القدیمة التی کانت ترتکز على تعلیم القواعد الصرفیة والنحویة وتغفل عن فهم المعنى. رغم هذه النقاط الإیجابیة، إنّ مباحث الکتب لا تهییء التلمیذ لدراسة اللغة العربیة وآدابها فی الجامعات الإیرانیة بحیث یرى الطالب فی بدایة دخوله فی الجامعة فرقا شاسعا بین ما تعلمه فی ماضیه من معلمیه وما یدرّسه الأساتذة فی الجامعة ویجد فراغا لا یملأ إلاّ بدروس تمهیدیة قبل الشروع فی دراسة اللغة العربیة وآدابها وخاصة لتعلم الصرف والنحو والإنشاء والمحادثة.