محمدجواد پورعابد

شهد الشعر العربی المعاصر بلا شکّ حضوراً واسعاً للضمیر بأنواعه المختلفة لما فیه من بلاغة فی التعبیر، تردف الشاعر فی البوح عن مشاعره وأحاسیسه وانتقال تجربته إلى الآخرین، تفاوت الشعراء فی درجة الانتهال من هذا المصدر الثرّ، إلّا أنّ هذا الحضور فی شعر المقاومة أشدّ منه فی الشعر العربی المعاصر، خاصّة بالنسبة إلى الضمیر المتکّلم؛ حیث یمکن القول أنّ السمة الغالبة فی شعر المقاومة هو استخدام الضمیر المتکلّم، وذلک بأشکاله المختلفة؛ بشکله المفرد أو الجمع وأحیانا یتمّ ذلک بشکله المنفصل والمتّصل. ونحن نجد هذا شائعا بکثرة لافته عند محمود درویش. وذلک لدلائل عدیدة منها؛ اعتباره کأسلوب من أسالیب التعبیر عن المقاومة وآلة من آلیات انتقال فکرة المقاومة إلى المخاطب لیثبت بقدر المستطاع وجوده کفلسطینی فی العالم نزوعاً نحو إثبات الهویّة. وبعد هذا الضمیر الذی استخدمه الشاعر فی أشعاره یعدّ أداة من أدوات رفضه ومقاومته، فتناولتة بدراسة أسلوبیة للکشف عن دور هذه الوسیلة المعبّرة وتبیین الأغراض الکامنة فی هذه الوسیلة.