محمدجواد پورعابد

الواقعیة السحریة والتصوّرات الخارقة للطبیعة فی الأدب العربی الحدیث أخذت دوراً هاماً فی تشکیل النص، ولیس ذلک إلّا للتعبیر عن حیاة تمنّاها الشاعر أو کان یتمنّاها أو للهروب من الواقع المعاش. فقد مُزجت الواقعیة بالسحریة والطبیعیة باللاطبیعیة فی الأحداث الإنسانیة بأشکال مختلفة سنکشف عنها فی دیوان "رأس المسافر". سیف الرحبی شاعر عمانی، مزج الواقع باللاواقع، والسحر بالخیال لخلق فضاءات سحریة. هذه المجموعة تحتوی علی عناصر الواقعیة السحریة، وقد وظّف الشاعر السحر، والوهم والخیال، والأسطورة والرمز. فأصبحت هذه الظاهرة إشکالیة الباحثین ودرجوا على تناولها من عدّة زوایا وهی القضایا ذاتها التی ستخضع للبحث وکذلک کیفیّة استخدام هذه العناصر من قبل الشاعر. انطلاقاً من هذا؛ یقوم هذا البحث علی أساس منهج وصفی-تحلیلی لکشف الواقعیة السحریة والقضایا العجائبیة فی دیوان "رأس المسافر" ویمکن القول بأنّ الرحبی إلی جانب تصویر القضایا الواقعیّة، استخدم العناصر السحریّة والخیالیة فی الدیوان استخداماً ناجحاً بحیث أنّه عندما یواجه الأحداث اللاواقعیة لا یفاجیء القارئ بل یقبلها ویصدّقها؛ لأنّ الشاعر یقف موقف الانحیاد تجاه الأحداث الخارقة للعادة، ومن خلال هذه الّلغة العجائبیة یعبّر عن خلجات نفسه وینظر إلی القضایا السیاسیة، والاجتماعیة والاقتصادیة للمجتمعات العربیة نظرة نقدیة عن طریق استخدام تقنیات مختلفة کمزج عناصر الواقع والسحر والخیال وخرق الحدود بین العالم الواقعی واللاواقعی.