محمدجواد پورعابد

یُعدّ مفهوم الکاریزما بالرغم من شیوع استعماله، من تلک المفاهیم والمصطلحات التی لم تزل یحیط بها الغموض وله تعاریف متعدّدة؛ حیث یمکن تلخیص أغلبها بالشخصیّة الجاذبة الخاصّة المؤثّرة فی محیطها. وقسّمه البعض إلی أنواع مختلفة ومن أهمّها الکاریزما المؤقّتة والکاریزما الحقیقیّة، حیث لأیّ منهما مواصفاته الخاصّة. ویمتلک بعض الأفراد الکاریزما لفترة معیّنة من الزمن لکنّ القلیل منهم یمتلکونها لعدید من القرون ولاتزول عنهم بتغییر الظروف. والمهمّ أنّه لتحدید مدی الکاریزما الخاصّة للشخص نحتاج إلى مقارنته بالآخرین. والکاریزما کظاهرة عامّة یمکن أن نجدها فی أیّ مجال من مجالات الحیاة الاجتماعیّة؛ کما نشاهدها فی عوالم الروایة فبعض الشخصیات الکاریزمیّة؛ مثل الذی امتازت بهذه المیزة شخصیة میرلا فی روایة "ساق البامبو"بسبب الثقة بنفسها وتأثیرها المرآوی حیث یقوم الشخص المقابل بشکل غیر إرادی بتقلید أفعالها وسلوکیاتها.یقوم هذا البحث بکشف مظاهر الکاریزما فی شخصیّة میرلا بنت خالة الشخصیّة الرئیسة للروایة المذکورة متّخذاً المنهج الوصفی – التحلیلی للتعرّف على مظاهر الشخصیّة الکاریزمیّة عندها. تظهر نتائج البحث أنّ میرلا تتمتع بشخصیّة قویّة وحکیمة، وشجاعة وواثقة، حیث نرى فی أجزاء کثیفة من الروایة کلماتها الحکیمة ونظرتها العمیقة للعالم. بالإضافة إلى هذه الشخصیّة القویّة والمستقلّة والباطنیّة والجامحة، فهی تتمتّع أیضًا بجمال خارجی، وهذه العوامل تجذب راشد -ابن خالها- حاضرة کانت أم غائبة وهذا ما نشاهده من خلال وصفه لمیرلا، کما اجتذبت واستقطبت اهتمام المخاطب. ویشعر قارئ الروایة أنّه یرید متابعة شخصیّة میرلا بجمیع مواصفاتها الإیجابیّة والسلبیّة.