محمدجواد پورعابد

الجزائر البلد الذی شهد منذ القدم اهتمام القومیّات والحضارات والثقافات المختلفة وأطماعها لهذا البلد الغنی بالخیرات، فتقلّب حکمها بین سلالاتٍ حاکمة محلّیة وغیرمحلّیة، فقد حکمها جماعاتٌ من العرب والأتراک العثمانیّین قبل أن تحتلّها الإسبان ثمّ یقدم إلیها الاستعمار الفرنسی لکی یحکمها زمناً طویلاً، وفی هذه الحقب الزمنیّة کانت أمور کثیرة تأتی من السلطة لإخضاع الشعب الجزائری، وکانت هذه السلطات تتغیّر وفق المعاییر والقرارات. روایة "الغجر یحبون أیضاً" من أهم الروایات الجزائریة حیث أنّ الروائی یدرس الحقبة التی کانت السلطة بید الاستعمار الفرنسی وعانى منها العرب، والغجر، وحتّى الاسبان، وکانت الشخصیة البطلة فی هذه الروایة هی أنجلینا الغجریة التی کانت تحمل آلاماً بسبب السلطة. یأتی هذا البحث وفق المنهج الوصفی – التحلیلی لیبیّن مظاهر السلطة فی روایة "الغجر یحبون أیضاً" حیث أن تهر السلطة القومیة، والصراع بین القومیة العربیة والغجریة ضدّ الفرنسیین من جهة، وسلطة الاستعمار والحروب والوضع المادی من جهة أخرى، ثمّ السلطة الزوجیة التی تلعب دوراً مهمّاً فی الروایة. وفی النتایج سنرى بأنّ السلطة السیاسیة مرکز الأحداث الرئیسیة فی الجزائر وقد ابتنت على إثرها السلطة المالیة، والسلطة القومیة.