محمدجواد پورعابد

التشکیل هو فن من الفنون الجمالیة، التی تعنى بتشکیل الملامح والمظاهر الخارجیة للمادة، ومن الوسائل التی یمکنها أن تبرز المعانی الخفیة فی صورة محسوسة، واضحة جلیة، هی أسلوب البیان؛ حیث أنه لا یمکن لعمل أدبی أن یخلو من هذا النوع من الأسلوب، وقد یستعمله الأدباء فی آثارهم لأغراض مختلفة، من هؤلاء الشعراء الذین استفادوا من هذا النوع من الأسالیب، هو الشاعر الإماراتی محمد عبدالله البریکی. أکثر البریکی فی نتاجه الأدبی من استخدام الملامح البیانیة؛ لاسیما التشبیه والاستعارة لإبراز ما هو معقول إلى محسوس، وأغراض أخرى، خصوصًا فی دیوانه المشهور، "بدأت مع البحر" الذی أختیر لبیان ما استعمل من الأسالیب البیانیة. ومن هذا المنطلق تهدف هذه الدراسة إلى دراسة أسلوب البیان وفقًا للمنهج الوصفی _ التحلیلی، وأنها تسهم فی الکشف عن الأغراض التی تنطوی علیها أسالیب البیان المستخدمة فی شعر الشاعر. وتستمد الدراسة أهمیتها من حیث کون البیان أهم أداة من أدوات التعبیر البلاغی، وتکمن مشکلتها فی أن البریکی یبتعد فی جل قصائده عن اللغة المنطقیة الوضعیة، رغم أنها لیست ناضبة فی التعبیر عن موقف نفسی أو ثقافی. الشاعر وفّر مساحة تخیلیة، وأدلة وبراهین قادرة على التأثیر والإقناع، وذلک عبر مستوى الصورة المعتمدة على التشکیل البیانی، کما وتولدت تشکیلات فنیة عدیدة تجسیمیة، تجسیدیة، تشخیصیة، شکلت فی مجملها صورة فنیة لحال الشاعر، مثلا تجاه الوطن، والمرأة، والطبیعة، متبعة المنهج الوصفی التحلیلی، وأن الشاعر مال إلى اللغة التصویریة القادرة على الإیحاء والتأثیر، وقد ساعده على ذلک خیاله الواسع.