رسول بلاوی

لقد حظیت الشخصیّات المتنوّعة منها الدینیة والأسطوریّة بأهّمیة بالغة لدی الکثیر من الشعراء المعاصرین حیث تواصل هؤلاء الشعراء بأشکالٍ مختلفة مع هذه الشخصیّات التراثیّة باعتبارها مصدراً فنّیاً یساهم بشکلٍ کبیر فی إغناء القصیدة الشعریّة وتخصیبها وتعمیق دلالاتها. استدعاء الشخصیّات من أغنی المصادر الأدبیة التی یلجأ إلیها الشعراء لما تحمله من دلالات شتّی وطاقات إیحائیة. والشاعر الخلیجی محمد البریکی وظّف القصص القرآنیة وشخصیّاتها فی نصوصه لإثراء الدلالة ونقل المضمون إلی المتلقّی. یهدف هذا البحث إلی دراسة الشخصیّة التراثیة وفاعلیتها الرمزیّة والدلالیة فی شعر البریکی، وطبیعة البحث تقتضی الاعتماد علی المنهج الوصفی – التحلیلی للکشف عن رمزیّة الشخصیّات التراثیة وتبیین أنماطها ودلالاتها. هذه الشخصیّات الرمزیّة تحمل دلالة توافق تجربة الشاعر أو تقترب منها، وکان توظیف هذه الشخصیّات فی شعر البریکی تارة فنّیاً حیث استلهم دلالات الشخصیّات وإیحاءاتها وتارة سطحیاً دون إضفاء أی دلالة عصریة علی الشخصیّة.