رسول بلاوی

تُعتبَر ثیمة المقاومة من أهمّ دعائم الشعر العربی الحدیث، فقد أقبل الشعراء الأحرار إلی هذا النوع من الأدب بغیة تجسید بطش العدو المحتل، ومدی اضطهاد الشعب الفلسطینی الأعزل الذی تعرّض إلی أبشع أنواع الرعب والکبت والتنکیل والقهر والزج فی سجون الاحتلال. والشعراء الأحرار أصحاب الکلمة الصادقة یهدفون من وراء أدب المقاومة إلی تجسید بطولات الشعب، وحثّهم علی النضال، والوقوف فی وجه العدو الغاشم. ومن هؤلاء الشعراء تجدر الإشارة إلی الشاعر العمانی المعاصر سعید الصقلاوی صاحب الضمیر الإنسانی الیقظ الذی سجّل فی دیوانه الموسوم بـ"أجنحة النهار" أروع مفاهیم المقاومة. هذه الدراسة عبر المنهج الوصفی – التحلیلی، تسعی إلی استعراض ملامح المقاومة فی هذا الدیوان، وترکّز علی ثلاث قصائد فی الانتفاضة وهی (انتفاضة الصمت، وصرخة طفل، وباسل). من أبرز عناصر المقاومة التی تجلّت فی هذه القصائد یمکن تحدیدها فی المحاور التالیة: صمود الشعب الفلسطینی أمام العدو الغاشم وعدم الخنوع لسیاساته التعسّفیّة، وصور الشهادة والبسالة، والإشادة بوحدة الشعب وعزمهم وإیمانهم وحلمهم، وتجسید بطولات الأطفال الفلسطینیین الذین تعرّضوا إلی أنواع الفجائع والحرمان. وفی هذا المجال استدعی الشاعر بعض المدن الفلسطینیة کالخلیل وغزة والقدس وحیفا ویافا، کما استخدم الکثیر من الرموز کالمسیح والزیتون لیرفد نصّه بطاقات دلالیّة وإیحاءات شعوریة. لقد توصّلت نتائج البحث إلی أنّ الشاعر فی هذه القصائد الثلاثة استطاع أن یجسّد لنا مدی بطش المحتل وسیاساته التعسّفیّة وما یمارسه من عدوان وتنکیل علی الشعب الأعزل. ففی القصیدة الأولی "انتفاضة الصمت" یشید الشاعر بمقاومة الشعب وبطولاتهم وعدم استسلامهم، وفی القصیدة الثانیّة "صرخة طفل" نراه یسجّل لنا أروع مواقف الطفل فی ساحات النضال حیث یحمل رایة التبشیر ویهتف عالیّاً "أنا عربی/ أنا طفل فلسطینی"، ثم یعودّ لیصوّر لنا ما تعرّض له هذا الطفل من قهر وقتل وختل وتنکیل. القصیدة الثالثة "باسل" یقدّمها الصقلاوی إلی والدة الطفل الفلسطینی الشهید (باسل)، ویعتبر دمه فجر الکرامة وسنا یمزّق کدس اللیل المظلم وطوفان نارٍ فی دماء العزّل.