رسول بلاوی

الوجود الإنسانی متّجه نحو الموت ولا حیلة لهذا الأمر المحتوم الذی دفع الإنسان إلی الشعور بالقلق والخوف والتوتر، وکانت هذه القضایا الإنسانیة محور الفلسفة الوجودیة. ظهور الوجودیة فی نتاج الشعراء نتیجة الموت اللاطبیعی فی الأوطان العربیة، فالشعراء قاموا بتوظیف ثیمة الموت مع مستلزماتها من الحزن، والإکتئاب، والتوتر، والاغتراب، متأثرین بالفلسفة الوجودیة. والشاعر العراقی-العمانی "عبدالرزاق الربیعی" یُعتبَر من أبرز الشعراء الذین تأثّروا بالوجودیة نتیجةً لظروف بلده العراق واغترابه فی عمان. هذا المقال من خلال المنهج الوصفی-التحلیلی، قام برصد الوجودیة فی شعر الربیعی وعالج قضایا ترتبط بها کـــالاغتراب، والموت، والحُزن، ومقابلة الطغاة، والإنسان، والحریّة. وإنّنا توصّلنا فی هذا البحث إلی نتائج عدّة أهمّها أنّ الربیعی اعتنی بأسئلة معقّدة حول معنی الحیاة والعدم وکان الإنسان بطل نصوصه الشعریة، وقد وجدنا الاغتراب أثّر بشکلٍ لافت فی نصوصه، کما حاول أن یصف الموت، والحُزن، وأسالیب الحریة البشریّة بوعاء وجودی.