رسول بلاوی

تهدف الحرکة النسویة بصفتها توجهاً اجتماعیاً إلى المطالبة بحق المرأة المستلب والمهدر إزاء الهیمنة والوصایة الذکوریة التی تجلت سماتها على جمیع تفاصیل حیاة المرأة. انفتح الخطاب النسوی فی الأدب على جمیع الخطابات العلمیة والإنسانیة لیجد لنفسه متنفساً لتحقیق أهدافه والوصول إلى مبتغاه ولم یکن هذا الانفتاح بمعزل عن علم السیمیائیة الاجتماعیة التی من شأنها أن تبحث فی العلامات والإشارات التی تحمل شحنات دلالیة واسعة ومعقدة فی بعض الأحیان ضمن التعالقات والترابطات المجتمعیة بین أفراد المجتمع الواحد أو المجتمعات المتعددة. تعتبر إشراق النهدی من الکاتبات القصصیة البارزة فی الساحة الأدبیة العمانیة فی العصر الحاضر وما یمیزها عن مثیلاتها هو إبراز المرأة کفاعل مؤثر فی تکوین التشکیلة السردیة فی مجموعاتها القصصیة. ومن ضمن تجلیات الخطاب النسوی البارز فی هذه المجموعة التی حاولنا أن نتعرض لها فی هذه الدراسة وفق المنهج الوصفی التحلیلی، یمکن الإشارة إلى: الخطاب الذکوری المهیمن ومعاناة المرأة متمثلة بالمرأة المقهورة واتخاذ موقف موازٍ للرجل متمثلاً بالمرأة المناضلة وتفاصیل التجربة الأنثویة کالحمل والإنجاب والطلاق وعلاقات المرأة بسائر النساء. وتوصلنا إلى أن المرأة ظهرت فی هذه الأدوار وتعرضت لمواقف أبویة ساعیة أن تقصیها عن حقها المشروع وأن تفرض علیها نوعاً من الرقابة والوصایة وأن تختزل دورها ووظیفتها الفاعلة فی البیت فحسب.