رسول بلاوی

اتجهت الروایة الحدیثة نحو توظیف مجموعة واسعة من المکونات الصوتیة والمرئیة والحرکیة، وهی النقلة الجدیدة فی هذا المجال، لذا نرى أنّ من أبرز تأثیرات السینما على الروایة المعاصرة هی تثقیفها وتزویدها بعناصر بصریة وحرکیة حتى صارت النصوص السردیة الروائیة تتعالق بالصورة المرئیة وتتتبع خطواتها، فالکاتب الروائی فی عصرنا الحالی یوحّد بین کتاباته والتقنیات السینمائیة ویرصد جمالیات الصورة المتحرکة، فنجده یضع المتلقی فی الموقف الذی تتحرک فیه الشخصیة الروائیة کاللقطة الذاتیة والموضوعیة، أو یتلصص على أسرار مجمومة من الشخصیات. ومن هذا المنطلق تجلّت أنماطاً فنیة عدیدة لعنصر الحرکة کحرکات الترافلینج وأنواعها التی بإمکانها أن تجعل الأحداث الروائیة أکثر إثارة وفاعلیة، وامتداداً لهذه النقلة الحدیثة للروایة العربیة المعاصرة جاءت روایة "یومیات روز" لریم الکمالی مزودة بالصورة المرئیة المتحرکة فی أحداث ممزوجة بالتاریخ والنهضة العربیة التی تتعلق بستینیات القرن الماضی فی أمارتی الشارقة ودبی. اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفی- التحلیلی للکشف عن المکوّن الحرکی فی تأسیس المنظومة البصریة، وتبیین أهمیته فی روایة "یومیات روز"، على هذا الأساس تهدف هذه الدراسة لإظهار التکوین الحرکی وقدرته الکامنة لرسم المشاهد وتسجیل تفاعل هذا العنصر مع المکوّنات الأخرى وتسلیط الضوء على العرض الروائی المتفاعل مع الحرکات الترافلیج الفنیة. من أبرز النتائج الحاصلة لهذا البحث هو أنّ عناصر الدراما لروایة الکمالی تشغل الجانب الحرکی والمرئی مما یساعد على القدرة الإخراجیة التی لها دور مهم لتقدیم عرض بصری مفصل یتطابق مع واقع الروایة، وبناءً على هذه المعطیات السردیة تدور هذه الدراسة حول أربعة محاور؛ حرکة الترافلینج المصاحب وترافلینج (دورة کبیرة أو مسحة کبیرة) والترافلینج البصری والترافلینج الذاتی.