خداداد بحری

لموضوع الصورولوجیا ودراسة الآخر أهمیة بارزة فی الکتابات الفکریة، والنقدیة، وفی شتّى العلوم الإنسانیة، باعتبار أنّ معرفة الأنا لا تأتی إلا من خلال الآخر. لا شک مسألة الآخر البعثی من أهمّ القضایا التی تناولتها الرّوایة العربیة منذ حرب الخلیج الفارسی حتّى غزو أمریکا للعراق عام 2003م. الروایات التی عالجت قضایا مرتبطة بالبعث، حاولت أن تبیّن صورة الآخر البعثی العراقی ومعاملته مع الشعب العراقی ومحاولته لإخضاع الشعب تحت مسمیات القومیة وبإقامة مراسیم متنوعة تختصّ بالحزب والسلطة. من خلال نصوص هذه الروایات تجلّت للمتلقّی همجیة البعث وما عانته الأنا العراقیة وباقی الأنوات ،منها الإیرانیة والکویتیة، والکوردیة، والمسیحیّة، والصابئة، والشیعیة، من قهرٍ وقمعٍ واضطهاد ،کما أظهرت بشاعة الآخر البعثی، وقتله، وذبحه، وتهدیده، وإعداماته للمتلقّی. سنان أنطون روائی عراقی کشف عن الآخر البعثی فی نصوصه بکثافة، وحاول أن یبین للمتلقّی الصورة الحقیقیة لأعضاء حزب البعث وتفکّراتهم. روایة "إعجام" هی الروایة التی رکّز الروائی على الآخر البعثی والأفعال البشعة التی قام بها لمحاولة إخضاع طالب جامعی مسیحی للإعتراف المزیّف. لقد درس هذا البحث صورة الآخر البعثی عن طریق استقراء روایة "إعجام" معتمداً على مبادئ الصورولوجیا ووفق المنهج التوصیفی- التحلیلی، وتؤکّد النتائج أنّ الآخر البعثی هو صاحب التهدید، والحروب، والقمع، والإعدامات، وقد کان الحزب یسعى أن ینشر سیطرته على نطاق أوسع من خلال السلطة على العوائل وإخضاع الأطفال لتدابیر الحزب.