علی خضری

تتجلى الألوان کرموز ساحرة تعبّر عن الجمال وتنسج خیوط التوازن فی نسیج النص الشعری. حین تتسلل إلى أعماق القارئ، تفتح أمامه آفاقًا من المشاعر المتباینة، حیث تتراقص الصور بین ظلال السلبیة وإشراقات الإیجابیة. ویعتبر اللون فی شعر جوزف حرب بناء فنی یحمل دلالات فنیة وأدبیة وضیئة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالرؤیة الإیحائیة التی تنبعث من ذهنه، فاللون من أجمل ظواهر الطبیعة وهو العنصر الأهم والأساسی فی تشکیل الصورة الفنیة التی تنبثق منها الدلالات النفسیة والاجتماعیة وکذا الرموز الفنیة، لذلک إذا أردنا أن نعرف فاعلیة الألوان ووظیفتها فلا بد من أن نربط دراسة اللون بسیاق الشعری الذی یقدمه المبدع. یتناول هذا البحث دراسة الألوان ودلالاتها فی شعر جوزف حرب، بهدف خاص وهو إحصاء ظواهر الألوان فی شعره. استند البحث إلى منهج تحلیلی وصفی فی استکشاف الألفاظ اللونیة، حیث کشفت النتائج الأدبیة والفنیة لهذا البحث براعة الشاعر فی توظیف الألوان بدلالات مباشرة، مما یبرز التضاد بینها ویجمعها فی تناغم فنی ساحر. تتجلى فی قصائده ألوانٌ متعددة، مثل الأسود الذی یرمز إلى الغموض والعمق، والأبیض الذی یمثل النقاء والبراءة، والأخضر الذی یعکس الحیاة والنمو، والأزرق الذی یثیر مشاعر الهدوء والسکینة، والأحمر الذی ینبض بالعاطفة والشغف. کل لون یحمل بین طیاته دلالاته الخاصة، لیعکس تجربة شعریة غنیة ومفعمة بالحیاة، حیث تتداخل الألوان لتنسج معًا لوحة فنیة تعکس صراع الروح وجمال الوجود.