سیدحیدر فرع شیرازی

تُعتبَر الإشاریات من أهمّ الآلیات اللغویة فی التحلیل التداولی؛ لأنها تهتمّ مباشرة بالعلاقة بین ترکیب اللغات والسیاق المستخدمة فیه، فهی عناصر لغویة یقتضی الإلمام بمعناها معرفة العناصر السیاقیّة المحیطة بعملیّة التلفّظ. إنّ الإشاریات هی عبارة عن الروابط الداخلیة التی تربط بین وحدات النص وتحقق تماسکه وانسجامه، کما تربطه بعالمه الخارجی، ومن ثم تمثل دراسة البُعد الإشاری للعلامة اللغویة جزءًا من مقاصد الخطاب، فالإشارة فی: أنا، أنت، هنا، تفهم فی سیاقها الخارجی ولا تتحقّق إلّا من خلال الاستعمال. إنّ غایة هذا البحث هی رصد أبرز التّقنیات الإبداعیّة التی تؤدّی إلی تفاعل المتلقّی فی عملیّة التواصل وکیفیّة توظیفها فی شعر سعید الصقلاوی ومدى نجاحه فی هذه العملیة، إذ حمّلت النّص بحمولات دلالیّة خصبة بهدف إیصال الفکرة للمتلقّی. من أهمّ نتائج هذا البحث هو أنّ الإشاریات فی قصائد الصقلاوی ارتبطت بمقاصده وبسیاقاته التخاطبیة والتواصلیة، وتُعدّ من أهمّ الآلیات التداولیة التی فرضت نفسها علی الشاعر بهدف التأثیر والإقناع، حیث استخدمها لتوجیه خطابه وتحقیق أهدافه الإشاریة، فالضمائر المکرّرة فی قصائد الصقلاوی تشکل ملحمًا بارزًا لا یمکن للقارئ أن یغفل عنه، لما أراده الشاعر من بیان لقیمة المکرر ضمن السیاق الذی ورد فیه.