چکیده
التطورات الکبیرة التی عرفها حقل أدبی آخر وهو النقد، فرض على الباحث أن یضخ فی دماء الروایة مفاهیم
جدیدة ویتجاوز المقاربة التقلیدیة للروایة، من خلال تقدیم مفاهیم جدی دة، بغیة تحلیل الروایة برؤیة جدیدة؛
هنا یبرز اسم المنظر الجیرداس جولیان غریماس، من ضمن النقاد الذین تجاوزوا المفهوم التقلیدی للشخصیة، إذ
قام بحل مفهوم آخر محلها، ألا وهو النموذج العاملی. ت عَُدّ نظریة النموذج العاملی من المناهج التی ترتکز علیها
الدراسات الأدبیة؛ هذا یعنی أنّ النموذج العاملی عبارة عن مجموعة تحولات مترابطة، تجری على الشخصیات
وفق قاعدة تتعلق بالنموذج العاملی. انطلق جولیان غریماس فی نظریة النموذج العاملی من بوابة العوامل وحدد
هذا النموذج، بوصفه نماذجاً تترتب من عدّة محاور ثم ربط کل محور بثنائیة عاملیة.
اعتمد هذا البحث على دراسة النموذج العاملی فی روایتی "أرض زیکولا" و"أماریتا" لعمرو عبد الحمید على
ضوء نظریة النموذج العاملی وآراء جولیان غریماس التی تجعل من الشخصیة بؤرة الاهتمام. حاولنا فی هذه
الدراسة قراءة ثنائیة "أرض زیکولا" حیث تطرقنا لل علاقات التی تقوم من خلال تحدی دها بین الشخصیات
وتحلیل وظائفها داخل المتن السردی. من أبرز محاور هذه الدراسة: دراسة العلاقات والأدوار العاملیة لمکوّن
السردی بالتحلیل، آخذین بذلک جملة من الحالات والتحولات التی میّزت شخصیات هذه الثنائیة من خلال
الأدوار التی تؤدّیها وظهرت النتائج بنّ الأدوار والعلاقات العاملیة فیما بین الشخصیات فی البرامج السردیة
الثلاثة فی هذه الثنائیة، ما هی إلّا سلسلة من الحالات والتحولات المتشابکة؛ حیث هذه الشخصیات تؤسس
العلاقات البینافردیة من خلال الأدوار العاملیة وبناء على هذه البرامج السردیة الثلاثة نحاول تحدید وظیفة کل
عنصر ونبیّن بنّ کل روایة تضم کم صراعاً وفعلاً درامیاً ونظهر بنّ العوامل فی هذه ال برامج السردیة تؤدّی أکثر
من دور، فقد تکون حیناً مرسلاً وحیناً مرسلاً إلیه، أو مساعداً أو معارضاً حسب تطور الحالات والتحولات .