الأنا في وجهها العربي والإسلامي؛ من أكثر الصور وضوحاً وأوسعها مجالاً حيث برزت تجليّاتها في مظهريّتها الذاتية من خلال النظر إلي الآخر الغربيّ بوصفه وافداً ومستعمِراً لأرض الأنا وثقافتها؛ والنظرة إلي الآخر الأجنبي من حيث الحضارة والثقافة، تعتمد علي طبيعة الأنا الناظرة ومشكلاتها مع الآخر، والعلاقة الحاصلة بين الأنا والآخر ابتنت علي جدليّة التفاعل أو الحوار أو الصدام فيما بينهما، ومن خلال هذا التصادم تحاول الأنا التعبير عن وجودها. تمثّل أشعار سالم أبي جمهور مجالاً واسعاً لدراسة الأنا والآخر والجدليّة والعلاقة القائمة بينهما، فهو يصف الآخر بأنواعه المختلفة في أشعاره، ومن خلال هذا التصوير للآخر تتجلّي ذات الشاعر. لقد درس هذا البحث صور الأنا والآخر عن طريق استقراء أشعار سالم أبي جمهور، معتمداً علي مبادئ الصورولوجيا ودراسة صور الأنا والآخر فيها. فالنتائج تؤكد أنّ الأنا تتجلّي تجلياً واضحاً ومقصوداً للشاعر في أشعاره، أي الأنا الفرديّة والجماعيّة والإنسانيّة، ويصوّر أبوجمهور الآخر بنوعية الأجنبي المخالف والمضادّ له، وغير الأجنبي من أبناء وطنه الذين لايشاركونه همومه، لكنَّ الآخر في أغلب الأحوال لايظهر بصورة تشكيليّة مستقلّة في قصائده علي نحو يمكن تشخيصه ومحاورته.
|