Abstract
|
إن استحسان كل من اللفظ والمعنى، وتفضيل أحد على الآخر منذ القديم، جعل البلاغيين في اختلاف وقسمهم في ذلك إلى أربعة أقسام، فنهجت كل جهة منهجها الخاص، حتى أدى هذا الاختلاف إلى الاعتناء ببعض العلوم البلاغية و الاستخفاف بالبعض الآخر فها علم البديع الذي كان يطلق على المحسنات المعنوية واللفظية قد نال الحظ الأدنى من القيم الفنية بالنسبة إلى الآخرين حيث حصر البلاغيون البلاغة في علمي البيان والمعاني لعل ذلك لم يكونوا يعدون الجمال الذي تنطوي عليه المحسنات البديعية جمال ذاتيا بل كل ما يرونه هو محاولة كان يقوم بها الاديب ليضفي مسحة ظاهرية من الجمال على كلامه ليدل على اقتداره على التفنن في استخدام المحسناتبينما أن الكثير من هذه المحسنات ذات صلة بأقسام البيان من ضمنها التشبيه. إن الانصياع لهذا الرأي والاعتراف بهذه الصلة ينتقل بنا إلى أفق أرحب حيث تتحكم فيه الروابط الدلالية وتظهر لناعناصر وقيما جديدة للجمال الفني مثل الاستدلال المبالغة الابهام المفاجأة الاستطراد التقارن ودعوى الاتحاد وغيرذلك هذا المقال يحاول أن يدرس المحسنات المبنية على التشبيه ليكشف فيها عناصر الجمال الفني الملتف في طياتها. هذه المحسنات تشمل حسن التعليل التفريع، تجاهل العارف، الجمع، التفريق، التجريد
|