علی خضری

فی الآونة الأخیرة استندت الروایة الحداثیة على المعطیات البصریة المأخوذة من الفنون المرئیة وخاصة الفن السابع فظهرت ملامح الصورة السینمائیة فی العمق الروائی محفورة على نطاق واسع. إنّ توظیف الصورة المرئیة فی السرد الروائی له فاعلیة عدة تنعکس مؤثراتها على حرکات الشخصیات والأشیاء فی الفضاء السردی أو تأطیر المشاهد المصوّرة بواسطة التقنیات المحددة. تعتبر روایة "تغریبة القافر" لزهران القاسمی من أهم الروایات التی یستخدم فیها الکاتب مفردات تتعلق باللسان السینمائی والرابط الأساسی بین هذین الحقلین هو خروج الکلمة وقفاً للآلیات الفنیة. تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفی_ التحلیلی للکشف عن النوافذ المشترکة بین العناصر السینمائیة والنص السردی التی تنبثق من خلالها منعطفات تضم بین دفتیها مفردات تتمیّز بکلا الفنین. ومن هذا المنطلق تهدف هذه الدراسة لتبیین مدى خضوع المفردات والفقرات الروائیة للتقنیات السینمائیة والتأکید على وظیفتی اللقطة؛ القرائیة والبصریة وانعکاس الدلالات السیمیولوجیة منهما، لذا النتائج الحاصلة من هذا التقارب هی السمو بالنص الروائی نحو النص السردی فبهذا العمل قد یعطی الکاتب المتلقی الفرصة للدخول فی عالم مرئی یتبنى فکرة تصویر المشهد وإخراجه. تدور محاور هذه الدراسة حول خمسة تقنیات تتقاطع مع السرد المکتوب؛ لقطة الفعل ورد الفعل ولقطة شاهد واللقطة المضافة ولقطة الکراین واللقطة الجامعة.