علی اصغر قهرمانی مقبل

إن البنیة الإیقاعیة تنبعث من البنیة الصوتیة والصرفیة والمعجمیة لأی لغة، کما فی اللغة العربیة، ترتبط الدراسة العروضیة بمعرفة نسج الکلمة وتوالی المقاطع الصوتیة. فدراسة المقطع الصوتی لها أهمیة بالغة فی میدان الدراسة العروضیة من حیث البناء والوزن، ولها أیضا تأثیر کبیر فی الحفاظ على اللغة. ومن المعلوم أن طاقات اللغة العربیة غیر المحدودة جعلت منها لغة موسیقیة، متوازنة ومنسجمة، فتتمیز عن غیرها من اللغات بهذه الصفة. اتخذ الإیقاع بآفاقه الواسعة اتجاهات مختلفة عند الباحثین، إلا أننا لا نجد بحثا یسلط الضوء على الفاعلیة الإیقاعیة للمعتلات وما تلعبه من دور فی لیونة الإیقاع وإثراء التشکیل الإیقاعی من هذا البعد. وعلیه، انصبت دراستنا فی موضوع الإیقاع الخارجی على کشف دور المعتلات. یهدف البحث الحالی، باستخدام المنهج الوصفی ـ التحلیلی، إلى معرفة أثر المعتلات فی صیاغة المقاطع العربیة وموسیقى الشعر العربی الخارجیة ومدى فاعلیتها فی تشکیل البنیة الإیقاعیة العامة للنص وارتباط ذلک بالبعد الدلالی أحیانا. أما للکشف عن دور المعتلات فی الإیقاع الخارجی فرصدنا تلک الظواهر الإیقاعیة، حیث یکون لأحرف العلة وحذفها وتبدیلها أثر بالغ فیها. فحاولنا أن ندرس أثر هذه المعتلات فی المقاطع الشعریة والقافیة وتشکیل الأوزان والبحور فی دراسة الموسیقى الخارجیة. قد تبین لنا من خلال الدراسة أن المعتلات تعد طریقا لتنظیم المقاطع التی یحتاج إلیها الشاعر فی نظمه؛ فمن أبرز میزات المعتلات وأهمها فی الشعر هو إغناء اللغة والشعر بحروف اللین لاسیما فی الأفعال، کما لوحظ أن الأشعار العربیة انمازت بهیمنة التفعیلات ذات المقاطع الطویلة لاسیما المفتوحة (cvv)؛ کأنها بمثابة استراحة لغویة للشاعر والقارئ تخرج اللغة من أن تکون على وتیرة واحدة مملة أحیانا عند السامع.