سیدحیدر فرع شیرازی

لقد کانت الاستعارة، سواء کعنصر زخرفی أو کعملیة معرفیًة، محطً اهتمام الباحثین لفترة طویلة. وفقاً لنتائج علم اللغة المعرفیّ، نظراً لکونه جسدیّاً ویختبر الوجود من خلال هذا الجسد، یقوم البشر بإنشاء وتخزین بنیات مفهومیّة أساسیّة تسمّى مخطّطات الصّور فی أذهانهم، بحیث إنّه عند التفکیر فی الأمور المجرّدة، عن طریق نقل هذه الإنشاءات الملموسة إلى اللغة یسهّل و یکمل عملیة الإدراک. لقد قام سعدی یوسف وأحمد شاملو بتصوّر العدید من المفاهیم المجرّدة فی قصائدهما بمساعدة المخطّطات. وتهدف هذه الأطروحة بالاعتماد على منهج البحث فی الأدب المقارن وفق المدرسة الأمریکیّة وبأسلوب وصفیّ تحلیلیّ، فی دراسة وتحلیل المخطّطات فی قصائد هذین الشاعرین، لتوضیح طریقة تفکیرهما وأسس فهمهما للعالم من حولهما. وتشیر نتائج البحث إلى أن من أهمّ الاستعارات الاتجاهیّة هی "أعلى – أسفل"، والاتجاه الابتکاری "اللاتجاه"، و"الخلف – الأمام". یتمّ استخدام الاتجاه الأسفل لتصوّر الظروف المؤاتیة وغیر المؤاتیة ویستخدم الاتجاه الخلفیّ-الأمامیّ لتصوّر الازدواجیّة المجرّدة لـلاحتقان- الحریّة. ومن بین الاتجاهات المذکورة، تمّ إنشاء الاتجاه الابتکاری اللاتجاه فی معارضة الاتجاهات المعتادة وهروبا من الواقع غیر المرضیّ لحیاة هذین الشاعرین، ویظهر العالم المرغوب فیه والصالح للحیاة الإنسانیّة فی اتجاه مثالیّ وعلى عکس الاتجاه السائد والاتجاهات الموجودة؛ ولهذا السبب، یمکن تصوّر اتجاه اللاتجاهیّة على أنه اتجّاه الیوتوبیا. ومن الاستعارات الوجودیّة التی استخدمها یوسف وشاملو مفاهیم مجرّدة مثل "الحبّ" و"الزمن" و"التأثیر" و"الحیاة" أو إضافة حجم إلى مفاهیم مثل "الموت" و"الزمن" و"الحیاة" . وفی الاستعارة البنیویّة، یتم استخدام مفاهیم مجرّدة مثل "الحبّ"، و"الزمن"، و"الموت"، و"الخلود"، و"الوطن"، و"التغییر"، و"الحاجة"، و"الظروف"، و"الفقر"، و"الدکتاتوریّة"، و"القلب" و"المسافة" و"التضحیّة" و"النّضال" و"التّضامن"، یتمّ تصوّرها فی مجالات أکثر موضوعیّةً. ونظراً لالتزام سعدی یوسف وأحمد شاملو تجاه الشًعب والمجتمع، وإیمانهما بالدًور الأساسیً لإرادة الإنسان فی الغلبة على العقبات القائمة فی مسیره، تجلّت مخطّطات القوّة فی شعرهما أکثر من غیرها. وقد تمکّنت الحرکة والقوّة من إنتاج المعنى فی علاقة منظّمة وعضویّة ومتماسکة مع بعضها البعض وتتماشى مع هدف معیّن، وأخیرا