چکیده
|
تعد الوظیفة الأدبیّة من أهمّ وظائف اللّغة، لما لها من تأثیر عظیم فی تخلید قیم الأمم ومآثرها الفکریة. لقد تمّت دراسات عدّة حول وظیفة اللّغة الأدبیّة بحیث أدّت هذه الدراسات فی نهایة المطاف إلى تشکیل ظاهرة "الانزیاح" فی الأدب. ظاهرة الانزیاح من أهمّ إنجازات النظریات النقدیة الحدیثة فی مجال علم اللغة، والشکلانیون الروس هم أوّل من تطرّقوا إلى ذلک من خلال ترکیزهم القائم على مسألة البنیة والشکل النصّی. تُعتبَر هذه الظاهرة من أبرز التقنیات الفنیّة التی تساعد الناقد علی استجلاء النصوص واستظهارها. الانزیاح الأدبی أو العدول یتشکّل إثر تحوّل اللغة عن شکلها المألوف ویمکن لهذه التحوّلات أن توظّف فی مختلف مستویات اللّغة. عبدالعزیز المقالح، الشاعر الیمنی تخطّی قواعد اللغة المألوفة بسبب نزعاته الحداثیة وأهدافه المختلفة من تجربته الشعریة. تطرّق هذه الدراسة من خلال المنهج الوصفی –التحلیلی إلى دراسة أشعار المقالح على ضوء المدرسة الشکلانیّة وظاهرة الانزیاح فی الشعر العربی المعاصر إلى جانب الخوض فی الجوانب الجمالیّة لنتاجه الشعری. وقد تبیّن لنا من خلال نتائج البحث بأنّ الشاعر استخدم الاستعارة المکنیّة وتراسل الحواس بکثافة حتی یتمکّن من أن یصبّ الصور المنشودة فی إطار جدید فضلاً عن الجانب الجمالی للنص. نضوجه الفنّی واتّساع خیاله الشعری یدلّان علی ما فی شعره من نزعة تأملیّة.
|