چکیده
|
المدرسة الوجودیة مدرسةٌ تتناول البحث عن الإنسان وأصالته، وتؤکّدُ على تقدّم الوجود على الجوهرِ وترى أنّ جمیع الأشیاء مسخّر لإرداة الإنسان. من روّاد هذه المدرسة الفلسفیة الّتی یدور مدارها حول الإنسان، یمکن الإشارة إلى: مارتین هایدجر، وجان بل سارتر، و... الذین أثّروا فی الأدب الغربی. تسرّبت هذه المدرسة الفلسفیة فی جذور الأدب العربی المعاصر فتأثّر بها الشعراءُ العرب منهم الشاعر العراقی المعاصر "بدر شاکر السیاب" حیث جعل الإنسان محوراً أساسیاً فی أشعاره.
نریدُ فی هذا المقال من خلال تطبیقنا لآراء المدرسة الوجودیة على أشعار السیّاب، أن نسلّطَ الضوءَ على مدى تأثیر هذه المدرسة فی أشعار الشاعر وذلک فی تطرّقه إلى قضایا کالإنسان، والحیاة، والتفکیر بالموت، والحریة. یرى السیاب أنّ الإنسانَ فی هذه الحیاة المادیة، غریب ووحیدٌ؛ فیسعى الشاعر إلى تحریره من الأغلال حتى یصل إلى المفهوم الحقیقی من الحریة. السیاب لا یرى فی الموت نهایةً لحیاة الإنسان؛ بل یذکر الموت کنقطة انطلاق لحیاة جدیدة یمنحها للنّاس فی مجتمعه، فیصفه بالموت الحیوی، وهذه نقطة خلاف بین السیّاب والنظریة الوجودیة.
|